قامت وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات مؤخرا بإعادة تصنيف 64 محطة لرصد جودة الهواء بحسب متطلبات القرار الوزاري بشأن اعتماد دليل تصنيف محطات رصد جودة الهواء الذي تم إصداره في عام 2022.
ويأتي القرار في إطار عام الاستدامة وضمن استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP28)، حيث يهدف القرار إلى اعتماد نظام وطني موحد لتصنيف محطات رصد جودة الهواء المحيط بالدولة بحيث يكون مناسب للتقييم والمقارنة بين المحطات.
وتعد محطات مراقبة جودة الهواء المحيط ضرورية لقياس وتقييم جودة الهواء الذي نتنفسه. تستخدم هذه المحطات أدوات وتقنيات مختلفة لجمع البيانات عن الملوثات الموجودة في الغلاف الجوي.
ولدى الإمارات مستهدفات لبرنامج وطني بهذا الخصوص باسم "الأجندة الوطنية لجودة الهواء 2031" التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة في سبتمبر 2022. وتعمل هذه الأجندة كإطار عام لقيادة وتنسيق جهود الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، ومؤسسات القطاع الخاص في رصد وإدارة جودة الهواء بفاعلية، والتخفيف من التلوث، لضمان تعزيز جودة الهواء والمساهمة في إيجاد بيئة آمنة وصحية وتحسين جودة الحياة بما يتماشى مع مستهدفات مئوية الإمارات 2071.
من خلال تطبيق متطلبات دليل تصنيف المحطات، سيتم تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية ومنها تحسين الإبلاغ عن حالة جودة الهواء في مختلف مناطق الدولة للمجتمع، وتحسين عملية الإبلاغ عن البيانات السنوية للملوثات في المصادر الدولية، وتمكين متخذ القرار من المقارنة بين المحطات ووضع الخطط التحسينية اللازمة لتحسين جودة الهواء.
كما يتيح الدليل إمكانية مقارنة مستوى جودة الهواء المحيط التي رصدتها المحطات وفق التصنيف مع شبيهاتها في المواقع الأخرى. وبالتالي تنفيذ المقارنات وتحليلها لوضع الحلول الملائمة لكل موقع.
وقد اطلعت الإمارات على أفضل الممارسات العالمية لعدد من الدول ومنها الاتحاد الأوروبي، وكندا، والمملكة المتحدة، وسنغافورة، ودولة الكويت خلال مرحلة إعداد دليل تصنيف محطات رصد جودة الهواء المحيط.
فلماذا هذه الدول؟
تشترك هذه الدول بوضعها مجموعة من المعايير واللوائح المعروفة باسم توجيهات جودة الهواء. يوفر إرشادات حول طرق المراقبة وجودة البيانات ومتطلبات إعداد التقارير للدول الأعضاء.
وتقوم محطات الرصد بقياس مجموعة من الملوثات، بما في ذلك الجسيمات PM10 و PM2.5 ، وثاني أكسيد النيتروجي (NO2)، وثاني أكسيد الكبريت (SO2) ، وأول أكسيد الكربون (CO) ، والأوزون (O3) ، والرصاص (الرصاص).
تقع المحطات في في مواقع استراتيجي لتمثيل مختلف الظروف البيئية، بما في ذلك المناطق الحضرية والصناعية والريفية والخلفية.
ويتم استخدام أدوات معايرة عالية الجودة لضمان قياسات دقيقة وموثوقة. تستخدم هذه الأدوات تقنيات مثل قياس الطيف، والكروماتوغرافيا الغازية، وقياس الطيف الكتلي. كذلك يتم إجراء معايرة وصيانة ومراجعة منتظمة لضمان دقة البيانات التي تم جمعها وقابليتها للمقارنة. يتم اتباع الإجراءات الموحدة لمعايرة الأجهزة والتحقق من صحة البيانات وفحوصات مراقبة الجودة.
بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي، يتعين على كل الدول الأعضاء الإبلاغ عن بيانات جودة الهواء إلى وكالة البيئة الأوروبية (EEA) من خلال منصة على الإنترنت تسمى التقارير الإلكترونية لجودة الهواء، (AQ e-Reporting) ويتم بعد ذلك إتاحة البيانات للجمهور من خلال مؤشر جودة الهواء الأوروبي (AQI) وفي كندا من خلال National Air Pollution Surveillance Data Martالذي يوفر الوصول إلى بيانات المراقبة التاريخية والواقعية.
وفي سنغافورة، تقوم "وكالة البيئة الوطنية" NEA ، بوصفها المسؤولة عن مراقبة وإدارة جودة الهواء في الدولة، بتوفير تحديثات جودة الهواء في الوقت الفعلي من خلال موقع الويب وتطبيقات الهاتف المحمول. وتتضمن البيانات تركيزات الملوثات، وفهارس معايير الملوثات ، والتحذيرات الصحية.
كذلك تعد الوكالة، تقارير منتظمة عن معلومات جودة الهواء، بما في ذلك تقارير جودة الهواء السنوية ومستويات تركيز الملوثات. يتم مشاركة هذه المعلومات مع الجمهور وأصحاب المصلحة المعنيين لزيادة الوعي.