04/10/2024

مارينا المنستير: مرايا الفرح والأمان

ليست مارينا المنستير مجرد ميناء آخر في تونس أو على ضفة البحر المتوسط. بل هي الميناء بتعريف الألف واللام.


مارينا المنستير: مرايا الفرح والأمان
مارينا المنستير: مرايا الفرح والأمان
مارينا المنستير: مرايا الفرح والأمان
مارينا المنستير: مرايا الفرح والأمان
  • facebook
  • twitter
  • whatsapp
  • telegram
  • linkedin

تقع مدينة "المنستير" على مسافة 160 كلم من العاصمة التونسية، في مركز الولاية التي تحمل الاسم ذاته، وقد حصدت شهرتها الأولى بدءا من ستينيات القرن الماضي، كونها مسقط رأس الرئيس الأسبق الراحل الحبيب بو رقيبة، باني تونس الحديثة ومطلق نهضتها. لكنها أيضا مركزا حضاريا وتاريخيا هاما في شمال أفريقيا والمغرب العربي منذ القدم، وهي حديثا تكمل سيرتها النابضة عبر فعاليات وأماكن عدة من بينها "مارينا المنستير" التي تأسست في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، ولا تزال الى اليوم تعتبر من الأهم بين مثيلاتها.

فاذا كان المعيار هو السعة، ستكون "مارينا المنستير" الأولى في تونس، اذ تحتوي على أكبر عدد من المراسي للقوارب الضخمة والأصغر حجما.

واذا كان المعيار هو الخدمة، فهي تشتمل على ورش صيانة منافسة، ليس على الصعيد التونسي فحسب، ولكن العالمي أيضا.

عناصر جاذبة

أما اذا تأملنا عناصر الجذب فلا يمكن اختصارها بعجالة لكثرتها وتنوعها: مطاعم ومقاه فاخرة تقدم لوائح طعام وشراب تجمع المطبخ التونسي بأطيافه المتوسطية والأفريقية والأمازيغية والأوروبية، شواطىء رملية طبيعية خلابة على مسافة خطوات قليلة من الميناء، بيوت ضيافة مصممة على الطراز الهندسي التونسي الذي يتميز بقناطره ونوافذه الخشبية الزرقاء وجدارايات من الخزف وقبب لونها فنانون محليون، مراكز لأجهزة الأمن في داخل الميناء تضمن راحة المقيمين ليلا ونهارا اضافة الى شركة خاصة يتوزع عناصرها على البوابات في الجهات المختلفة.ولأولى ل

جولات على الأقدام

مركز المدينة على مسافة 200 متر من الميناء، ما يتيح للمقيم أن يجمع بين زيارة مبنى "الرباط" التاريخي، وأزقة المدينة العربية، ومطاعم ومقاهي وسط المدينة، والعلامات السياحية مثل ضريح الرئيس الراحل مؤسس تونس الحديثة الحبيب بو رقيبة.. كل ذلك وأكثر في يوم واحد ومشيا على الأقدام. بعض الخيارات لهذا اليوم السياحي الثري: فطور صباحي في مطعم في "المارينا"، باطلالة خلابة على المياه والأشرعة، وعلى وقع صوت فيروز. ثم زيارة حصن "الرباط" وتفقد أجمل اطلالة بانورامية للمدينة من أعلى برجه، ثم زيارة الضريح وتفقد المجموعة الشخصية من مقتنيات وصور الرئيس بورقيبة، وعودة الى "المارينا" من أجل غداء تونسي شهي، ثم قسط من الراحة على الشاطىء الرملي الذي يمنح تسهيلات خاصة للمقيمين في بيوت ضيافة "المارينا" التي يبلغ عددها 56 شقة تشتمل على 210 سريرا، وبعدها جولة في "المدينة العربي" (المدينة التاريخية) وسهرة طربية في مطعم ومقهى "البئر" الذي كان فيما مضى بيتا تونسيا تقليديا تم تحويله الى مطعم ولا يزال يحتفظ بهندسته الأصيلة.

مهارات عالية

يقول حسام الخشين، المفوض الإداري في "الشركة العربية للسياحة" التي تشغل الميناء، خلال لقاء مع موقع "الاستدامة بالعربي"، أن "مارينا المنستير"، التي تمتد على مساحة 5 هكتارات، تتصدر مثيلاتها في تونس لجهة عدد حلقات ارساء القوارب التي تصل الى 300 حلقة. كذلك يشير الى امكانات ورش الصيانة السبعة التي توجد في داخل "المارينا" والتي تقدم مهارات تقنية وتشغيلية عالمية المستوى بأسعار تنافسية مقارنة مع مثيلاتها في ايطاليا وجنوب فرنسا، الأمر الذي جعلها مقصدا لأصحاب اليخوت الفاخرة والقوارب من فرنسا وإيطاليا واستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، الذين يقصدون "مارينا المونستير" ويقيمون في شققها الفندقية لشهور ويستفيدون في الوقت ذاته من صيانة وتصليح قواربهم بأسعار تنافسية.

أمان تام

تنبسط المارينا فوق سطح المياه ويؤمن خليجها حاجزا طبيعيا ضد الرياح، الأمر الذي يريح أصحاب القوارب ويزيد من احساس الأمان لديهم، الذي يحفزه وجود تمثيل لأربع مراكز أمنية تخص شؤون البحرية والجمارك والأجانب والشرطة في مكان واحد، وبتواجد سلس من دون اية مظاهر مربكة.

خطط سياحية

يشير الخشين الى مؤشرات اقتصادية سياحية حديثة تكشف أن سائح الموانىء قد ينفق 15 مرة أكثر مقارنة بالسائح الذي يزور تونس ضمن ترتيبات "الباكيج" المدفوع سلفا، "ذلك نحن نهتم بهذه النوعية ونعمل جنبا الى جنب مع الجهات الرسمية المسؤولة، اضافة الى الجمعيات والمبادرات الخاصة من أجل انعاش هذا القطاع باستمرار".

طاقة روحانية

على مسافة أمتار قليلة من "المارينا" تقع جزيرة طبيعية تم وصلها بالمكان عبر طريق حديث، وعلى أعلى ربوتها مقام لأحد الأولياء المرتبطين بثقافات أهل المدينة والبلد. في الصباح الباكر، تحط العصافير على قبة البناء البيضاء التي لفتحتها نسائم المتوسط وأدعية المبتهلين، ما يضفي على كامل المنطقة مشاعر روحانية مميزة. طاقة من هذه المشاعر، جبلتها التاريخ والأزمنة والبحر وصوت النوارس وضوء شمس تونس المبهج، تغلف زوار المارينا والمقيمين فيها. ترى، هل هذا هو سر الابتسامة  التي لا تفارق وجوههم طوال الوقت؟



قد يعجبك أيضا