يعد تعليم الأطفال حول فقدان التنوع البيولوجي أمرًا مهمًا لأنه يساعدهم على فهم أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي لعمل النظام البيئي، وتنمية الشعور بالتعاطف والارتباط بالطبيعة ، وتطوير التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات ، ويصبحوا مواطنين مسؤولين ومطلعين الذين هم مجهزون لمواجهة التحديات البيئية في حياتهم المستقبلية.
وفقدان التنوع البيولوجي قضية بيئية رئيسية تهدد بقاء أنواع عديدة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. وله أيضًا تأثير كبير على النظم البيئية التي تعيش فيها هذه الأنواع، وكذلك البشر الذين يعتمدون على هذه النظم البيئية في معيشتهم.
نظرًا لخطورة هذه القضية، من الضروري أن نعلّم الأجيال القادمة عن فقدان التنوّع البيولوجي والخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجته.
"من المهم للأطفال، فهم أسباب وعواقب فقدان التنوع البيولوجي، فضلاً عن الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجتها، من أجل أن يصبحوا مواطنين مسؤولين ومطلعين ومجهزين لمواجهة التحديات البيئية في حياتهم المستقبلية"
معرفة فقدان التنوع البيولوجي له أهمية كبرى لدى الأطفال، لعدة أسباب: أولاً، التنوع البيولوجي ضروري لعمل النظم البيئية، التي توفر خدمات مهمة للإنسان مثل تنقية الهواء والماء، وتدوير المغذيات، وتنظيم المناخ. tبدون التنوع البيولوجي، ستكون هذه الخدمات معرضة للخطر، مما قد يكون له عواقب وخيمة على صحة الإنسان ورفاهه. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي فقدان الملقحات مثل النحل والفراشات إلى انخفاض غلة المحاصيل ونقص الغذاء.
من جهة أخرى، يعد فقدان التنوع البيولوجي قضية بيئية رئيسية تؤثر على كوكب الأرض على نطاق عالمي. من المهم للأطفال، فهم أسباب وعواقب فقدان التنوع البيولوجي، فضلاً عن الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجتها، من أجل أن يصبحوا مواطنين مسؤولين ومطلعين ومجهزين لمواجهة التحديات البيئية في حياتهم المستقبلية.
تنمية الشعور بالتعاطف
أيضا، يمكن أن يساعد تعليم الأطفال حول فقدان التنوع البيولوجي في تنمية شعورهم بالتعاطف والاتصال بالعالم الطبيعي. فعندما يتعلم الأطفال عن تنوع الحياة وأهمية الحفاظ عليها، فمن المرجح أن يقدّروا قيمة الطبيعة، وأن يتخذوا إجراءات لحمايتها. هذا يمكن أن يؤدي إلى تأثير على مدى الحياة يساعد على الحفاظ على البيئة.
تطوير التفكير النقدي
يمكن أيضا أن يستفيد الأطفال من فهم فقدان التنوع البيولوجي لكي يطوروا مهارات التفكير النقدي لديهم وحل المشكلات المهمة. من خلال التعرف على التفاعلات المعقدة بين الأنواع الطبيعية وبيئاتها، يمكن للأطفال تطوير تقدير لتعقيد النظم البيئية والحاجة إلى اتباع نهج شامل لحل المشكلات البيئية. وهذا يساعدهم ذلك على التفكير بشكل خلاق وبناء حول التحديات البيئية والتوصل إلى حلول مبتكرة.
نعم ، يتم تناول فقدان التنوع البيولوجي في بعض المناهج الدراسية في الشرق الأوسط. ومع ذلك ، فإن مدى تضمينه في المناهج يختلف باختلاف البلدان والمناطق.
تجارب عربية
في المملكة العربية السعودية ، طورت وزارة التربية والتعليم منهجًا يتضمن موضوعات تتعلق بالوعي البيئي والحفاظ عليه، بما في ذلك التنوع البيولوجي. يغطي المنهج أهمية التنوع البيولوجي، وأسباب وعواقب فقدان التنوع البيولوجي، والتدابير التي يمكن اتخاذها لحماية التنوع البيولوجي. تم تصميم المنهج لمساعدة الطلاب على تنمية الشعور بالمسؤولية البيئية وتشجيعهم على اتخاذ إجراءات لحماية البيئة.
كذلك، وعلى مدى أكثر من عقد من ىلزمن، نشطت جمعية البيئة السعودية من خلال برنامجها مدرسة الحس البيئي SCHOOL SENS بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، في تحفيز عدد من المدارس والروضات على انشاء اجيال اكثر تحمسا ووعيا للحفاظ على البيئة، وأسلوب الحياة الخضراء، من خلال مجموعة من النشاطات المدرسية البيئية، والربط بين المناهج التعليمية الصفية واللاصفية عن طريق المعلمين والمعلمات المدربين، على ايدي خبراء وطنيين ودوليين في الجمعية بالمفاهيم والمهارات البيئية اللازمة لإنجاح هذا البرنامج.
وفي دولة الإمارات، تنص "الاستراتيجية الوطنية للتوعية والتثقيف البيئي"، التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة، في واحدة من بنودها الستة على "ثقيف الشباب نحو مستقبل مستدام. ويتضمن ذلك العمل مع الوزارات والهيئات والمؤسسات المعنية بجهود التربية والتعليم من أجل تحقيق هذا الهدف.
كذلك، أعلنت، مؤخ "مبادرة المنال الإنسانية" عن دعمها لدمج قضايا تغير المناخ في المناهج التعليمية تحقيقاً للتحول التعليمي العالمي بما يفيد البشرية وإسهاماً في الجهود العالمية لـ "دبي العطاء"، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الهادفة إلى تسليط الضوء على أهمية ومكانة التعليم باعتباره أداة فاعلة في التعامل مع التحديات المُناخية الحالية التي تهدد كوكب الأرض.
وعلى متوى العالم، يتم تناول قضية فقدان التنوع البيولوجي في المناهج الدراسية في العديد من البلدان حول العالم. لكن لا يزال هناك مجال للقيام بالكثير. اذ ان تقرير جديد للأمم المتحدة للعام الماضي، أظهر أنه على مستوى العالم، فإن 47 في المئة من المناهج الوطنية لا تشير إلى التغير المناخي، وهو السبب الرئيسي المسؤول عن فقدان التنوع البيولوجي. وكذلك قد عبّر 40 في المئة من المعلمين عن عدم وثوقهم في أنفسهم لتدريس مواد متصلة بالبيئة، وواحد من كل ثلاثة معلمين أبدى استعداده وقدرته على شرح تبعات التغير المناخي.
من التجارب التي يمكن التطرق اليها في هذا المجال:
الولايات المتحدة: النقش في الصغر
على سبيل المثال، في الولايات المتحدة الأميركية ، تتضمن معايير علوم الجيل التالي (NGSS) معايير بشأن التنوع البيولوجي والنظم البيئية.
يتعرف الطلاب في الصفوف K-2 على تنوع الحياة وكيف تتفاعل الكائنات الحية مع بيئتهم. في الصفوف 3-5، يتعلم الطلاب عن الترابط بين الكائنات الحية وأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي. في الصفوف من السادس إلى الثامن، يدرس الطلاب تدفق الطاقة والمادة في النظم البيئية وكيف يمكن للأنشطة البشرية أن تؤثر على التنوع البيولوجي. في المدرسة الثانوية، يتعرف الطلاب على دور التنوع البيولوجي في الحفاظ على صحة النظام البيئي وتأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي.
بريطانيا: الفوائد الاقتصادية والثقافية للتنوع
في المملكة المتحدة، يتضمن المنهج الوطني قسماً عن العلوم يغطي التنوع البيولوجي والاعتماد المتبادل.
يتعلم الطلاب عن تنوع الكائنات الحية وكيف تتكيف مع بيئتهم. يتعلمون أيضًا عن الترابط بين الكائنات الحية وكيف يمكن للأنشطة البشرية أن تؤثّر على التنوع البيولوجي. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المنهج قسماً عن الجغرافيا يغطّي النظم البيئية وإدارتها. يتعلم الطلاب عن أهمية التنوع البيولوجي في الحفاظ على صحة النظام البيئي، وكذلك الفوائد الاقتصادية والثقافية للتنوع البيولوجي.
أستراليا: الجغرافيا معرفة ضرورية
في أستراليا، يتضمن المنهج الدراسي الأسترالي قسمًا عن العلوم يغطي التنوع البيولوجي والنظم البيئية. يتعلم الطلاب عن تنوع الكائنات الحية وموائلها، وكذلك الترابط بين الكائنات الحية. يتعلمون أيضًا عن أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي وتأثير الأنشطة البشرية على التنوع البيولوجي. بالإضافة إلى ذلك ، يتضمن المنهج قسماً عن الجغرافيا يغطي النظم البيئية وإدارتها. يتعلم الطلاب عن أهمية التنوع البيولوجي في الحفاظ على صحة النظام البيئي، وكذلك الفوائد الاقتصادية والثقافية للتنوع البيولوجي.
وتتبع دول أخرى مثل الهند والصين وجنوب أفريقيا هذا المنهج.
وفي العديد من البلدان، لا يتم تناول فقدان التنوع البيولوجي فقط في مناهج العلوم ولكن أيضًا في مجالات أخرى. على سبيل المثال ، في الولايات المتحدة، يتم تناول فقدان التنوع البيولوجي أيضًا في الدراسات الاجتماعية وفنون اللغة والفن. في الدراسات الاجتماعية ، يتعلم الطلاب عن الثقافة.