فنون وتكنولوجيا، تراث ومستقبل، شعر وغناء ورسم، هذه أجواء احتفال " مدينة اكسبو" بـ" يوم المرأة الإماراتية" في 28 اغسطس. مجموعة من الشركاء مثل "متحف الفن الخليجي" والمبدعات مثل سارة الهاشمي وعفراء عتيق وعلياء الجوكر وفاطمة الفردان، سيكن حاضرات بأعمالهن، التي تحيل الى عوالم الفن والمعرفة، من دون أن تكون قضايا المناخ غائبة.
تقول مرجان فريدوني، رئيس التعليم والثقافة في مدينة إكسبو دبي: "تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به في تعزيز التوازن بين الجنسين، وفي جناح المرأة، نؤمن أيضاً أن السبيل الوحيد لتحقيق الازدهار والاستدامة للجميع هو عبر المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة".
ولأن "يوم المرأة الإماراتية"، يمثل فرصة لتسليط الضوء على الريادة العالمية للدولة في تمكين المرأة، فهو أيضا ويبرز أهمية هذا التمكين في مكافحة تغير المناخ، في الوقت الذي تستعد فيه دولة الإمارات لاستضافة قمة المناخ "كوب 28" في مدينة إكسبو دبي في وقت لاحق من هذا العام.
ويمثل تمكين المرأة عنصرا حاسما في المعركة العالمية ضد تغير المناخ. ففي أجزاء كثيرة من العالم، تعتبر النساء مقدمات الرعاية الأساسيات، ومنتجات الأغذية، وجامعات المياه، مما يجعلهن أصحاب مصلحة رئيسيات في الإدارة البيئية. ومع ذلك، على الرغم من أهميتها المركزية في إدارة الموارد والحفاظ عليها، غالبا ما يتم تهميش النساء في عمليات صنع القرار المتعلقة بالسياسات والإجراءات المناخية. ومن هنا فإن اشراكها وتمكينها، ليس مجرد مسألة تتعلق بالتوازن، بل يتعلق أيضًا بالفعالية البيئية. وهو جوهر الشعار الذي رفعه "يوم المرأة الإماراتية".
وعلى مستوى العالم هناك نقاش حيوي يدور هذه الأيام حول العلاقة الوطيدة بين تمكين المرأة وقضايا المناخ. وهناك تجارب ناجحة جدا في الإمارات ودول مثل الهند (مبادرة الأخت الشمسية) وكينيا( حركة الحزام الأخضر) تقودها نساء. ويتخذ النقاش ابعاده من الأفكار التالية
1. المرأة محاربة في الصفوف الأمامية:
في العديد من المجتمعات حول العالم، تتولى المرأة مسؤولية إدارة الموارد الطبيعية على مستوى الأسرة. النساء يجمعن المياه، ويجمعن الوقود، ويزرعن مصادر الطعام. وهذا يضعهن في الخطوط الأمامية لتأثيرات تغير المناخ. وتختبر النساء بشكل مباشر آثار هطول الأمطار التي لا يمكن التنبؤ بها، وانخفاض المحاصيل الزراعية، وزيادة ندرة مصادر المياه العذبة.
وبسبب هذه العلاقة الحميمة مع البيئة، تراكمت لدى النساء ثروة من المعرفة والمهارات المتعلقة بإدارة الموارد. والنساء يعرفن أي المحاصيل أكثر قدرة على الصمود في وجه الجفاف، وأي منتجات الحقل قابلة للتجديد، وكيفية تقنين المياه في أوقات الندرة. لذلك فتسخير هذه المعرفة والافادة منها أمر بالغ الأهمية لصياغة استراتيجيات تكيفية وفعالة ضد تغير المناخ.
1- تحدي الوصول الى الموارد:
ومع ذلك، فإن العلاقة العميقة بين المرأة والبيئة مهددة بسبب عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية الرسمية. تتأثر النساء بشكل غير متناسب بتغير المناخ بسبب محدودية حركتهن، وافتقارهن إلى الوصول إلى الموارد، ودورهن في المجتمع. في أوقات الكوارث الطبيعية، على سبيل المثال، تكون النساء والأطفال أكثر عرضة للوفاة بمقدار 14 مرة من الرجال، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الأعراف والأدوار الثقافية التي تقلل من قدرة المرأة على الاخلاء للمناطق الخطرة.
2- تعليم ودعم وسلطة:
إن توفير التعليم للنساء لا يمكّنهن من فهم تعقيدات تغير المناخ فحسب، بل يؤهلهن أيضًا لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكيف والتخفيف. ومنح النساء إمكانية الحصول على الائتمان وحقوق الأراضي والتدريب على ريادة الأعمال يمكن أن يساعدهن على الاستثمار في الممارسات الزراعية المستدامة ومصادر الطاقة المتجددة وسبل العيش الأخرى المقاومة للمناخ.
كذلك تحتاج المرأة إلى مقاعد على طاولة صنع القرار، سواء كان ذلك في الاجتماعات المجتمعية، أو مجالس إدارة الشركات، أو مؤتمرات المناخ الدولية. يمكن لوجهات نظرها وتجاربها أن تؤدي إلى حلول أكثر شمولية وفعالية. أما تهميشها ومنعها من المشاركة في المناقشات والقرارات المجتمعية بشأن العمل المناخي، يؤدي الى استبعاد دورها في صنع القرارـ يعني أن رؤاها، التي قد تكون ذات قيمة لاستراتيجيات المناخ، سييتم تجاهلها.