لائحة هامة
عادة ما يشار الى طائر البلبل البحريني، على لائحة متشعبة تضم كائنات أخرى نباتية وحيوانية، ويتصدرها عنوان مقلق:" مهدد بالانقراض في البحرين". وتتضمن هذه اللائحة على سبيل المثال: شجر القرم، وسمك الهامور، والصقر، والفلامنجو، وغيرها ما يصل عدده الى333 بحسب ما وصف عضو مجلس شورى هو جواد بو حسين الذي يعتبر أنه يجب التصدي الى "الظروف المناخية والاجواء المتقلبة في المملكة، الى جانب التدخل البشري بالصيد الجائر او قطع الأشجار والزحف العمراني".
ويبذل "المجلس الأعلى للبيئة" في المملكة قصارى الجهود لمواكبة هذه التحديات. ويتخذ البلبل البحريني حيزا هاما من اهتمام المسؤولين، اذ يتم تخصيص ميزانيات عناية واهتمام خاصة به، كونه ارتبط على مدى التاريخ، بهوية الحياة الفطرية البحرينية.
الغريد العذب
ويطلق على اسم هذا العصفور "طائر البلبل أبيض الأذن" أو "بلبل أبيض الخد"، وشعبيا باسم "البلبل البحريني"، أما الاسم العلمي له فه Pycnonotus leucotis، وتنبع شهرته واختلافه عن غيره من البلابل كونه غريدا عذبا، يألف البشر ويمكن للإنسان تربيته في المنازل.
وتقوم محمية عريقة للحفاظ على الحياة الفطرية في البحرين، وهي "محمية العرين"، التي أنشئت قبل حوالي نصف قرن، في العام 1976، بحماية البلبل البحريني من خلال توفير الجو المناسب، "إذ إن المساحة الواسعة والرقعة الخضراء هي أهم العوامل التي تساهم في تكاثره بعيداً عن عمليات الصيد الجائر التي يتعرض لها باستمرار، وخصوصاً أن كثيراً من فراخ البلابل يتم سرقتها من حاضنته الأم، ما يشكل خطراً كبيراً عليه ويجعله بعيداً عن المأمن الرئيسي له"، كما يشرح مسؤول في المحمية.
عش البلابل
تحتوي محمية "العرين" على أكثر من 500 عش للبلبل البحريني، وتسعى جاهدة إلى زيادة أعداده وتكاثره.
يبدأ موسم التكاثر في الربيع بين فبراير ومايو، وشكل العش يكون دائري الشكل ويتعاون الأبوان في صناعته، ويتكون العش من الألياف والعيدان الخفيفة والضعيفة القابلة للانحناء، كما يكون العش في مستوى معتدل في الأشجار بحيث لا يكون مرتفعاً جداً ولا منخفضاً جداً، وتضع الأنثى بين 2 - 4 بيضات، ويكون لون البيض بيضاء إلى بنفسجية وردية منقطة بلون بني محمر، ويتساعد الزوجان في حضانة البيض والذي يستمر تقريباً 14 يوماً، ويتشاركان أيضا في تغذية الصغار، وتصل الفراخ لسن الطيران وعمرها 13 إلى 15 يوماً وعندما تكون الأجواء مهيأة يتكرر التعشيش بعد طيران الفراخ في نفس العش.
موازنة خاصة
تخصص للمحمية موازنة خاصة يندرج من ضمنها البلبل البحريني، وتشمل نفقاتها توفير كامل الرعاية الصحية والنفسية والبيئة له، إذ تتم العناية به بشكل خاص، وخصوصاً إذا تمت مصادرته من خارج المحمية، ويصل أعدادهم في الموسم الواحد إلى أكثر من 250 بلبلاً بحرينياً.
وتستدعي حماية هذا العصفور العذب في بعض المرات تدخل قوى أمنية هامة. وقد نظمت محمية "العرين" خلال السنوات الماضية حملة للحفاظ على البلبل البحريني، بالتعاون مع وزارة الداخلية، وذلك من أجل اصطياد الغربان والقضاء عليها والتي تشكل خطراً على حياة البلبل البحريني، إذا إنها تقوم بأكله واصطياده من مواطنه في الأشجار.
تهجين
يكمن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه "البلبل البحريني" في عمليات التخليط غير المنظمة في تزويجه من سلالات خارجية. اذ رغم وجود قوانين تمنع الاتجار بهذا العصفور، وطيور أخرى مثل الحبارى، الا أن كثير من التجار يقومون باستيراد فصائل وأنواع جديدة كالبلبل الكشميري والباكستاني، بهدف انتاج أكبر عدد من البلابل وتحقيق مكاسب. وتؤدي عمليات التهجين هذه الى تهديد السلالة المميزة للبلبل البحريني.
ومؤخرا، في مطلع العام 2022، صادر المجلس الأعلى للبيئة 24 طائراً من طيور البلبل البحريني التي يحظر الاتجار بها، خلال عمليات التفتيش الدوري على الأسواق. وبعد فرز الطيور تم اطلاق مجموعة منها، وتم التحفظ على الطيور التي تحتاج لإعادة تأهيل في متنزه ومحمية العرين من أجل استعادة صحتها لاطلاقها في المستقبل.
