من المهم توثيق وتسجيل المكون الثقافي للمجتمعات المحلية لعدة أسباب:
ضغوطات سياسية
وعلى الرغم من كل تلك الفرص التي تعد بها عملية توثيق المكون الثقافي للمجتمعات المحلية، الا أنه كانت حالات عملت فيها جماعات الضغط السياسية ضد هذا النهج، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتراث الثقافي والمواقع التاريخية.
سعت جماعات الضغط السياسية إلى إنكار الهوية الثقافية لمجتمعات معينة، لا سيما أولئك الذين تم تهميشهم أو التمييز ضدهم"
وتتنوع الأغراض التي تحرك هذه المجموعات، ومن بينها فكرة "قمع التعبير الثقافي" باعتباره "غير لائق أو تخريبي". على سبيل المثال، في بعض الدول، نفذّت الحكومة ضوابط صارمة على التعبير الثقافي، بما في ذلك حظر بعض الكتب والأفلام، والرقابة على المحتوى عبر الإنترنت.
في بعض حالات أخرى، سعت جماعات الضغط السياسية إلى إنكار الهوية الثقافية لمجتمعات معينة، لا سيما أولئك الذين تم تهميشهم أو التمييز ضدهم.
تواريخ مخيّبة
ومن بعض الأمثلة على الضغوطات التي تعرضت لها المكونات الثقافية لأسباب سياسية، من نزاعات وحروب وغيرها:
التجربة العربية
ورغم التقلبات التي تؤدي على علميات التوثيق تلك، والتي تستدعي عامل الأمان بشكل دائم، الا أن الكثير من الدول في المنطقة العربية والعالم، تعتبر هذا النهج ضرورة، وتنفق الجهود والأموال عليه.
ومن بين الدول العربية، تبرز التجارب التالية:
مصر: تاريخ طويل
تتمتع مصر بتاريخ طويل في الحفاظ على تراثها الثقافي، وقد استثمرت البلاد موارد كبيرة في توثيق وتسجيل القطع الأثرية والتقاليد الثقافية. على سبيل المثال، يضم المتحف المصري في القاهرة واحدة من أكبر مجموعات الآثار الفرعونية في العالم.
المغرب: مأسسة التوثيق
يتمتع المغرب بتراث ثقافي غني، وقد عمل البلد على الحفاظ على تقاليده وعاداته المتنوعة. أنشأت الحكومة المغربية عدة مؤسسات لتوثيق الثقافة المغربية وتعزيزها، مثل المعهد الوطني للفنون الجميلة والمكتبة الوطنية.
الإمارات العربية المتحدة: قوة التنوع
تعتبر الإمارات العربية المتحدة موطنا لمجموعة متنوعة من السكان مع تراث ثقافي غني. أنشأت الدولة عدة مؤسسات لتوثيق تراثها الثقافي والترويج له، مثل متحف دبي ومتحف الشارقة للفنون وغيرها الكثير.
تونس: فسيفساء باردو
تتمتع تونس بتاريخ طويل من التنوع الثقافي، وقد بذلت البلاد جهودًا لتوثيق تراثها الثقافي والحفاظ عليه. يعد متحف باردو في تونس من أشهر المتاحف في البلاد، ويضم مجموعة كبيرة من الفسيفساء الرومانية والفن الإسلامي والحرف التونسية التقليدية.
الأردن: كل العصور
للأردن تراث ثقافي غني، بآثار رومانية قديمة، وقلاع صليبية، وعمارة إسلامية. بذلت الدولة جهودًا كبيرة لتوثيق تراثها الثقافي والحفاظ عليه، من خلال مبادرات مثل متحف الأردن، الذي يعرض تاريخ البلاد من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث.
التجربة العالمية
وعلى الصعيد العالمي، تعطي العديد من البلدان الأولوية لتوثيق وتسجيل المكون الثقافي لمجتمعاتها المحلية. فيما يلي بعض الأمثلة على البلدان التي تنشط بشكل خاص في هذا المجال: