في المرة المقبلة التي تأكلون فيها "المخللات" أو "الكيمشي" على الطريقة الآسيوية، تذكروا أن علميات التخمير البطيئة التي تحصل داخل أواني الطعام قد تقدم حلولا ملهمة لواحدة من أكثر القضايا استعصاء التي تواجه العالم: التغيّر المناخي. هذا على الأقل ما تؤمن به فنانة فلسطينية ومنظمة موائد طعام أدائية تقدم وصفات طبخ مستمدة من التراث والثقافة الأصيلين.
تستكشف ميرنا بامية سياسات الاختفاء وإنتاج الذاكرة من خلال تفريغ الضغوطات الاجتماعية والقيود المفروضة على المجتمعات الفلسطينية وسط المعضلات السياسية المعاصرة. منذ عام 2019، لجأت ميرنا الى التعمق بفلسفة "التخمير" وعكسها في أعمالها الفنية وأيضا عبر مكونات مطبخها الذي تحشد حوله مهتمون في كل العالم.
كيف ننقذ أنفسنا؟
تقول في مقابلة مع "الاستدامة بالعربي" خلال حضورها معرضها في "بينالي الشارقة 2:" هذا هو ما نحتاج تحديدا الى تعلمه. كيف نبقى وكيف نتنفس، والبكتيريا هي التي تقدم لنا دروسا في كيفية فعل ذلك. التخمير يساعدني على أن أختبر احساس البطء لأن عملي في مجال الطبخ يحتّم عليّ ايقاعا سريعا".
"التخمير يحفظ الطعام لفترات طويلة دون الحاجة إلى التبريد أو التجميد، وهذا يقلل من الطاقة والموارد اللازمة للحفاظ على الطعام"
وتضيف:" هذا البطء هو مساحتي في تأمل هويتي ووجودي كإنسانة بعيدا عن كوني فلسطينية أو عربية أو أنثى. البكتيريا في طريقة عملها تلهمني وهكذا أنا أكتب وأطبخ وأصناع تجهيزات فنية من السيراميك. يعملنا أيضا التخمير درسا آخرا وهو كيفية الحفظ أي الإنقاذ حين تختفي كل الأشياء. إنها معرفة جديرة بأن لا نتجاهلها بل ننصت اليها ببطء وتأن ونتعلم".
التخمير والاستدامة
ولكن كيف تلهمنا عملية التخمير المعارف الخاصة بالاستدامة؟
بشكل عام، تقدم عملية تخمير الطعام مجموعة من الدروس المتعلقة بالاستدامة، بما في ذلك أهمية الإنتاج المحلي، وتقليل النفايات، والحفاظ على المغذيات. من خلال دمج هذه الدروس في أنظمة إنتاج الغذاء لدينا، يمكننا إنشاء نظام غذائي أكثر استدامة ومرونة للمستقبل.