مع التقارير الدولية التي ذكرت ارتفاعات هائلة وغير مسبوقة لدرجات الحرارة في مناطق كثيرة من العالم وتأكيد الأمم المتحدة أن درجة حرارة 50 درجة في الصيف قد تكون "وضعا طبيعيا جديدا"، من الواجب اتخاذ أقصى درجات الحذر، بعدم تعريض الجسم لحرارة مباشرة قوية. اذ أنه مع درجات حرارة أقل بكثير من 50، أي مع حرارة 40 على سبيل المثال، يبدأ الجسم بالتأثر سريعا، اذ قد تتحلل بروتينات هامة فيه وتذوب أنزيمات ضرورية.
بعد أقل من دقيقة من التعرض لدرجة حرارة تزيد عن 45 درجة مئوية، يطور الجسم البشري لتغيرات جوهرية تؤثر على الأعضاء الحيوية والوظائف الحيوية.
تؤثر درجة الحرارة المرتفعة بشكل خاص على الأعضاء الحيوية الحساسة، ويتجاوب الجسم بآلية معينة للحفاظ على الحياة والحد من التأثير الضار لهذه الظروف المناخية القاسية.
الدفاعات
خلال ثوان قليلة، تستعد آليات دفاع الجسم، وتتحرك أجهزة عصبية، وتعطي اشارات الى الأعضاء للتصرف بيولوجيا:
1. النظام العصبي الذاتي يبدأ بالعمل على الفور للتعامل مع التحدي.
2. يبدأ العرق في الخروج من مسام الجلد لتبديد الحرارة وتبريد الجسم.
3. تقوم الدورة الدموية بتوجيه الدم إلى الأعضاء الحيوية الحساسة للحفاظ على وظائفها الأساسية.
اختراق الدفاعات
تساعد هذا الاستجابة السريعة في تجنب الضرر الذي يمكن أن يسببه ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ. ومع ذلك، في درجات حرارة فوق 45 درجة مئوية، تكون الجهود التي يبذلها الجسم غير كافية للحفاظ على درجة حرارة ثابتة، وهذا قد يؤدي إلى حدوث عدة تأثيرات ضارة:
1. تبدأ الخلايا في الجسم بالتحلل بسبب الحرارة الشديدة
2. تتضرر البروتينات والأنزيمات الحيوية الحساسة للحرارة، مما قد يؤثر على وظائفها الطبيعية.
3. قد يتسبب هذا في عدم القدرة على تنظيم العمليات الحيوية الضرورية والتي قد تؤدي في النهاية إلى فشل وظائف الأعضاء الحيوية.
الدماغ.. الخطر الأكبر!
ومن بين الأعضاء الحيوية المعرضة للتأثير الضار للحرارة العالية هو الدماغ. يعتمد الدماغ على وظائفه العصبية الحساسة للحفاظ على التوازن والتنسيق في الجسم. عندما يتعرض الدماغ للحرارة الشديدة، قد تتأثر هذه الوظائف ويمكن أن يحدث تشوش في التفكير والتصرف. قد يؤدي ذلك في النهاية إلى فقدان الوعي والتعرض لمخاطر صحية خطيرة.
الجفاف بسبب التعرق
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التعرض المطول للحرارة العالية إلى الجفاف وفقدان السوائل. تزيد الحرارة الشديدة من معدل التعرق وبالتالي فإن الجسم يفقد كميات كبيرة من الماء والأملاح الحيوية. يمكن أن يؤدي هذا إلى اضطرابات في التوازن الهيدروليكي للجسم ويؤدي إلى تدهور الحالة الصحية بشكل عام.
حلول
من المهم أن يكون الوعي مرتفعًا بشأن درجات الحرارة العالية وأن يتخذ الإجراءات الواجبة للتعامل معها، مثل تجنب التعرض المطول لأشعة الشمس والبقاء في أماكن مظللة وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب الجيد للجسم.