هناك العديد من التحديات لبناء قدرات المعلمين في التنمية المستدامة، ويقف على رأسها نقص الوعي، اذ لا يدرك العديد من التربويين أهمية التنمية المستدامة وصلتها بعملهم. وقد يفتقرون إلى فهم الترابط بين العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وكيفية تأثيرها على الاستدامة. فعلى سبيل المثال، قد لا يفهم المعلم أهمية إعادة التدوير وتقليل النفايات في الفصل الدراسي، أو تأثير إزالة الغابات على البيئة.
بعض المعلمين يقاومون التغيير وقد يحجمون عن دمج التنمية المستدامة في مناهجهم الدراسية"
أيضا، حتى لو توفر الوعي، فقد يفتقر العديد من المعلمين إلى الموارد والمواد اللازمة لدمج التنمية المستدامة في ممارساتهم التعليمية، مثل أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية. وقد لا يكون لديهم إمكانية الوصول إلى أحدث المعلومات أو الأدوات لتعليم التنمية المستدامة بشكل فعال.
مدرس التاريخ
هناك عامل آخر أيضا، يقف في وجه بناء قدرات المعلمين في التنمية المستدامة، اذ أن بعض المعلمين يقاومون التغيير وقد يحجمون عن دمج التنمية المستدامة في مناهجهم الدراسية. فقد يشعرون أنه ليس له صلة بموضوعهم أو قد يترددون في تدريس مفاهيم جديدة. فمدرس التاريخ، على سبيل المثال، قد يكون مقتنعا أن التنمية المستدامة ليست ذات صلة بالموضوع الذي يدرسه، وقد يقاوم دمجها في خطط دروسه.
مدرس العلوم
في المقابل، مدرس العلوم، أيضا، بحاجة الى تلقي تدريب على تأثيرات تغير المناخ، وقد يكون لا يعرف كيفية تعليم طلابه حول مصادر الطاقة المستدامة. ومثله، قد لا يكون العديد من المعلمين قد تلقوا تدريبًا كافيًا على التنمية المستدامة. وقد يفتقرون إلى المعرفة والمهارات اللازمة لتدريس مفاهيم التنمية المستدامة بشكل فعال لطلابهم.
مدرس الأرياف
ورغم أن التنمية المستدامة هي قضية عالمية، ولكن تنفيذها قد يختلف تبعا للاختلافات الثقافية، فقد يجد اختصاصيو التوعية صعوبة في دمج ممارسات التنمية المستدامة الحساسة ثقافيًا. فيكافح، مثلا، مدرس في مجتمع ريفي، لتدريس مفاهيم التنمية المستدامة التي تتعارض مع الممارسات الثقافية التقليدية.
بشكل عام، يتطلب بناء قدرات المعلمين في التنمية المستدامة التغلب على هذه التحديات من خلال توفير الموارد المناسبة، والتدريب، والدعم، ومعالجة الاختلافات الثقافية.