تشير كتابات على الشبكة أن "مدرسة شيشي الثانوية"، تعد أول مدرسة في العالم حيث يعود تاريخها منذ 143-141 قبل الميلاد، وقد تم افتتاحها في مدينة تشنغدو بالصين خلال عهد أسرة هان. لكن مصادر التاريخ التي تناولت تاريخ الحضارة الآشورية والبابلية، وتحديدا في الفترة بين 700 و500 قبل الميلاد، تشير الى أن الصغار قبل أكثر من 2500 سنة من يومنا هذا، كانوا يرددون وراء استاذهم العبارات، ويحاولون التدرب على كتابة عبارات أخرى، ويجلسون على "دكك" ثابتة، ويحملقون في ألواح، تماما كما لا يزال يحصل اليوم، بخلاف أن هناك في غرفة الصف الى جانبهم أوان معبأة بالماء وأخرى بالطين، لأنهم، ببساطة كانوا لا يكتبون الكتابة العادية، بل المسمارية على ألواح من طين.
هذا يعني أن هناك مصادر مؤكدة أن مدرسة بلاد الرافدين هي أقدم من مدرسة الصين بـ 500 سنة على الأقل!
لقد ذكر الكاتب وخبير الآثار جورج كونتينو في كتابه " الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور" معلومات عن مدارس للصغار كانت ملحقة بالمعابد، دلت الألواح التي ظهرت في مواقع حفرياتها على تمارين على الكتابة امتهنها صغار.
وجدت الألواح في "سيبار" و"ماري" و"تل الحريري" التي كشف فيها عن آثار مدرسة حقيقية تتألف من غرفة متوسطة الحجم ذات مقاعد طينية ثابتة وعدد من الأواني الفخارية!
وكان التعليم في هذه المدرسة يتميز بما يلي:
1. التلاميذ يرددون عبارات صيغت لهم من قبل.
2. التلاميذ يستنسخون العبارات عن جملة كتبت في أعلى لوحهم.
3. التلاميذ مطلوب منهم أن يحفظوا أمورا متعلقة بالتخصص الذي سيعملون به اذ ان البراعة في تلك الحقبة كانت تعني ذاكرة جيدة. يشبه هذا الأمر في عصرنا الحديث "الكورسات" المتخصصة التي يتم تعلمها من أجل تخصصات محددة. اذ لكل حقل تعليمي أدبي بالنسبة الى التلاميذ مصطلحات خاصة به. لم يكن التخصص أمرا سيئا، فاذا كان التلامذة سيتفوقون بصورة ممتازة وإن في مجال محدود، فهذا افضل من أن يعرفوا أشياء كثيرة ولكن تبقى معرفتهم عائمة، تبعا لقاعدة "ذوي الصنايع السبعة تائهون".
4. التلميذ النجيب في تلك المدرسة هو الذي يتمكن دماغه من تنظيم المعلومات يحملها تنظيما صحيحا.
5. التلميذ يتعلم ليكون كاتبا والكاتب كان يطلق عليه اسم "توبشار" Tupshar (من الملفت اقتراب اللفظ العربي "طبشور" اي قلم الكلس المستخدم للكتابة على اللوح من هذا اللفظ الآشوري غير البعيد عن معنى الكتابة وربما يكون اللفظ العربي مشتقا من أصل آشوري).
6. كان الكاتب يتمتع بمكانة هامة وكان يرتبط بالكهانة في كثير من المرات وسمي أيضا في العهد البابلي بوصف "شانكو" Shangu اي الكاهن.
7. بين المقاعد وضعت أحواض ماء صغيرة قابلة للنقل حفظت فيها كميات من الطين كانت تعجن منها الألواح المحدبة التي يطلب الأساتذة من التلاميذ كتابة التمارين عليها.
8. كان القلم عبارة عن قطعة من القصب مقطوعة قطعا مائلا في نهايتها، كما في فوهة الناي، وعبرها يتم الرسم على الألواح.
9. عند الكتابة تبسط الأداة قليلا، أو كثيرا على الطين، وتصاغ الرسوم بواسطة ضربات خفيفة، تتكون منها ذيول ذوات أطوال متباينة، بحسب الزاوية التي يمسك بها الكاتب الأداة، ولذلك فهي تشبه المسامير، وذلك أطلقنا عليها "الكتابة المسمارية".
10. في 31 اكتوبر من العام 1952 احتفت جريدة "تايمز" اللندنية بهذا الاكتشاف وخصصت وصفا مفصلا في ملحقها الثقافي له تحت عنوان "أقدم مدرسة في العلم".